Tuesday, October 15, 2019



حركة الفتوحات او الغزوات الإسلامية كانت حتمية ليس فقط من اجل الغنائم او تعزيز قدرات الدولة العربية الناشئة انما كانت فى الاساس حتمية اجتماعية لتجنب الاقتتال الداخلى القبلى كما يقول برنابى روجرسون ان ابو بكر كان يدرك بعد حروب الردة وتوحيد القبائل العربية تحت راية الإسلام / قُريش..
ان الإنتصار الكامل الإسلام داخل شبه الجزيرة العربية كان سيشكل ضغطاً لا يُحتمل على الديناميات الإجتماعية للقبائل، فالغارات والثارات والنزاعات على الاراضى وحول المراعى كل هذا كان هو دم الحياة من الناحية العملية لكل القبائل البدوية ..
وكان تغيير هذا النمط القبائلى البدوى يستغرق وقتاً طويلاً جداً لأن بحسب كلام برنابى روجرسون ان السلام والروحانية الموجودة فى قلب رسالة الإسلام هتستلزم جهد كبير كى تدخل فى ارواح وقلوب البدو وكى يفهموا انه من الاثم ان يشن المرء غارات على جيرانه المسلمين من اجل الاراضى او المراعى ..
بالتالى لابد من استخدام طاقات البدو المرعبة بعد توحيدهم فى سياق قضية مناسبة وهى قضية الفتوحات باعتبارها حرب مقدسة او جهاد وفى نفس الوقت بإمكانهم تحقيق المكاسب المادية والغنائم ولحسن الحظ كان العدو الخارجى موجود ومنتظر سواء الفرس فى العراق او البيزنطيون فى الشام
ومن هنا بدأت حركة الفتوحات باستخدام هذه الطاقات لدى البدو وحتى استخدام النزعة القبلية فى الرغبة فى الثأر كما حدث فى ما اطلق عليه ليلة الرعب للجيش الفارسى اثناء معركة القادسية بين الجيش العربى والجيش الفارسى بعد ثلاثة ايام من الاشتباكات المتواصلة بين الجيشين دون نتيجة حاسمة
فشن المقاتلون البدو ( وكان اغلب الجيش العربى من اليمنيين ) وقت الفجر هجوماً تلقائياً بدون تخطيط عسكرى اشبه بحرب العصابات على معسكرات الجيش الفارسى بعد تنادوا للثأر لمن قُتل من نفس القبائل وفتح هذا الهجوم الثغرة فى معسكر الفرس حتى انها تسببت فى قتل رستم قائد الجيش الفارسى
ونجح بعدها الجيش العربى فى اكتساح المعسكر وهروب الجيش الفارسى من العراق بالكامل وتحركهم نحو جبال زاجروس كمنطقة آمنة .. هنا نجد ان حركة الفتوحات كانت ذات اهمية اجتماعية اولاً وسياسية ثانياً ولا علاقة لها بالإسلام كدين من قريب او بعيد
بل ان حتى بعض قبائل العرب المسيحية مثل بنى نمير وبنى تغلب لما دعاهم ابن حارث قائد الجيوش العربية على جبهة بلاد فارس للإنضمام للجيش العربى (المسلم) كتأكيد للإنتماء لعروبتهم وافقوا وكانوا فى مقدمة الجيش المهاجم للجيش الفارسى وتوفى فى الهجوم شيخ بنى نمير